تقع مدرسة الصهريج جنوب المسجد الكبير للأندلسيين. وتتكون من فناء وسطي تنتظم حوله قاعة للصلاة، وثلاث أروقة وحجرات للطلبة. تشغل قاعة الوضوء الجزء الجنوبي الغربي بينما فتح باب الدخول في جدار السور الغربي وألصقت بها فتحة باب تؤدي إلى نافورة وإلى مراحيض. ويشغل الطابق العُلوي غرف الطلبة. يؤمن الدخول إلى المدرسة باب مفتوح في محور المبنى، ويحمي هذا الباب المفتوح في الجدار الغربي، ممر كبير مسقوف (ساباط). يسمح درجان بالمرور إلى بهو مربع تقريبا، يؤدي مهمتين: يقي مصراعي الباب الخشبيين، ويربط بين الرواقين الجانبيين والفناء الوسطي والطوابق.
يمتد الفناء المستطيل الشكل المزين بحوض إلى قاعة الصلاة. يحف بالجانبين الشمالي والجنوبي رواقان مدعمان بواسطة أعمدة متينة. تخفي حواجز خشبية، مماثلة لتلك التي توجد بالمدرسة البوعنانية، الرواقين الذين يؤديان إلى حجرات الطلبة . تصعد الأعمدة الجدارية على طول الواجهات وتدعم عقودا كاذبة.
فتحت في الواجهة الجنوبية باب كبير يلتصق به فتحتان ثانويتان تسمحان بالمرور إلى قاعة الصلاة. توجد بالواجهة الجنوبية للفناء فتحة كبيرة يعلوها عقد مقرنص، ويحف بها بابين صغيرين ثانويين، تنفتح على قاعة الصلاة. أما على الواجهة الجنوبية للمدرسة، فتوجد قاعة الوضوء التي تحتل جنباتها الأربعة غرف صغيرة.
أما في الطابق العلوي، فرضت ضرورة الحصول على غرف عديدة تقسيما مبتكرا للمجال : ففي الواجهة الشمالية يوجد ممر يحيط بجدار السور المؤدي للغرف، أما على الجانب الجنوبي للسور، فيحف بالرواق من الجهتين صفان من الغرف، تؤمن لهم مجموعة من المناور الإضاءة والتهوية.
بعد محاولة مترددة في مدرسة الصفارين، وبرغم التصميم الغير منتظم وغياب التناسق، توصل المهندس إلى نتيجة كبيرة التوازن. من جهة أخرى، وانشغالا بتنظيم متناسق، يستجيب لوظائف مختلفة، تم تبني محور طولي الذي يسمح بهيكلة مختلف المرافق. حصل هذا بواسطة تنظيم خطي لأبواب المدرسة و قاعة الصلاة و بموضع المحراب. تعيد الزخرفة التي تغطي الواجهات نفس تنظيم زخرفة المدارس الكبرى المعاصرة : لوحات تربيع خزفية متوجة بالجص والخشب المنقوش، أما الأرضية والحوض فقد لُبّسا بقطع زليج مربعة متعددة الألوان، ترسم أشكالا هندسية.
إن البرنامج المعماري المعلن عنه هنا، سيتقن وينسق في البنايات اللاحقة كالمدرسة التاشفينية بتلمسان (1927م) والبوعنانية بفاس.
Aouni, L.M., Etude des inscriptions mérinides de Fâs, thèse de Doctorat nouveau régime, Aix-Marseille I, 1991.
Bel, A., « Inscriptions arabes de Fès », in Journal asiatique, IIe série, 1917-1919, t. IX, p. 303-329, t. X, p. 81-170 et 215-267, t. XIII, p. 189-276 et 337-399, t. XIV, p. 5-96, t. XV, p. 467-479.
Bel, A., « L'épigraphie dans la décoration des médersas mérinides de Fès », in Actes du Congrès d'histoire de l'art, Paris, 1921, p. 294-309.
Cambazard-Amahan, C., Le décor sur bois dans l'architecture de Fès : époques almoravide, almohade et début mérinide, Paris : C.N.R.S., 1989.
Escher, A. ; Wirth, E., Die Medina Von Fes: Geographische Beiträge Zu Persistenz und Dynamik, Verfall und Erneuerung einer traditionnellen islamischen Stadt in handlungstheoretischer Sicht, Erlangen, 1992.
Ettahiri A. S., « L’esthétique musulmane au Maroc : Remarques sur l’art décoratif des medersas mérinides de Fès, in Bulletin d’Archéologie Marocaine, n° 20, 2004, p. 367-385.
Marçais, G., L'architecture musulmane d'Occident : Tunisie, Algérie, Maroc, Espagne et Sicile, Paris : Arts et Métiers graphiques, 1954.
Peritié, A., « Les médersas de Fès », in Archives Marocaines, 1918, p. 257-372.
Ricard, P., « L'horloge de la médersa bou Anania », in Bulletin de la société de géographie d'Alger et d'Afrique du nord, 3ème trimestre, 1924, p. 248-254.
Terrasse, C., Les médersas du Maroc, Paris : éd. Albert Morancé, 1927.