1531
تعرف أيضا باسم "السراي العثماني" كانت أهمية هذه القلعة تكمن في وظيفتها في توفير الحماية وتقديم الخدمات لمواكب الحج الشامي، كما كانت تعتبر كمحطة للاستراحة وللتزويد بالماء والقوت. لقد أراد السلاطين العثمانيون، ببناء هذه القلعة، وبالإضافة إلى وظيفتها في حماية وخدمة قوافل الحجاج، أن تكون مقرا للجنود وللسيطرة على الطرق وتأمينها ولبسط نفوذهم في المنطقة.
استخدمت في تهذيب حجارة البناء تقنيتان: تسطيح وجه الحجر وجعله أملسا مصقولا وكانت تستعمل خصوصا في تزيين الجدران الخارجية والداخلية، وملئت الفراغات بحجر الدبش المتبقي من عملية التشذيب، ثم غُطيت بملاط من الجص والرمل ؛ واستخدمت هذه التقنية أيضا في الحيطان الفاصلة في مختلف غرف القلعة. أما التقنية الثانية فهي عبارة عن حجارة ناتئة استخدمت في أماكن متفرقة من الواجهة. أما تهيئة الحجارة فكانت إما مربعات أو عارضات.
تقع قلعة معان على مسافة 210 كلم تقريبا من مدينة عمان على الطريق الصحراوي الذي يربط عاصمة الأردن بجنوب المملكة. تتكون القلعة من فضاء مربع يتألف من طابقين، ويوجد في الوسط فناء مستطيل. وبالرغم من أن شكل المبنى من الخارج يعطي انطباع القلعة، إلا أنه من الداخل يشبه القصر.
ولهذه القلعة أربع واجهات، أهمهما الواجهتان الشمالية والجنوبية، حيث تحتوي كل منهما على كتلة مدخل بارزة. ويوجد في الواجهة الجنوبية المدخل الرئيسي المستطيل الشكل، وتعلوه نقوش كتابية لنص التأسيس وزخرفة على شكل ورديات دائرية بارزة أو غائرة.
في الأعلى، توجد ثلاث سقاطات ترتكز على ثلاثة كوابيل تسمح بإلقاء الزيوت المغلية والسوائل الحارقة على الأعداء. أما السقف فهو عبارة عن نصف قبة مكسورة الزوايا، يتخللها فتحة مدفع موجه إلى الطريق أمام القلعة. الواجهة الشمالية مماثلة للواجهة الجنوبية، وتنفتح على دهليز معقود بقبة مدببة متصالبة ينتهي بالفناء المركزي. هذا الأخير عبارة عن صحن تدور حوله حجرات صغيرة أعدت لإقامة المسؤولين، ويتوسط الصحن بئر للتزويد بالماء.
يوجد علي جانبي إيوان المدخل الجنوبي درجان متقابلان يقودان إلى الطابق العلوي ؛ وكذلك شرفة دائرية تنفتح على غرف تتماثل مع غرف الطابق الأرضي ومسجد صغير.
تأثرت القلعة في تصميمها بالموقع والتضاريس الطبيعية للمنطقة وبالمواد الأولية المتوفرة وبالمناخ المحلي. كما تأثر توزيع الغرف والشكل العام في تجهيز المبنى، بالقلاع العثمانية مربعة الشكل ذوات الأفنية الخالية من أية منشأة، ذلك لتوفير الهواء اللازم والإنارة الكافية للحجرات. ونجد نفس التخطيط في معظم القلاع العثمانية على طريق الحج الشامي كقلعة القطرانة (1512 -1520) وخان قياد ضبعا (1520) وأيضا قلعة خان الحسا (1757 -1774). كما انتشر في القلاع العثمانية على طريق الحج المصري وأيضا في المملكة السعودية كقلعة الأزنم (1538) وقلعة الوجه (1703).
فتحي، إحسان. تقرير عن مبنى السراي العثماني، وزارة الثقافة، عمان
المعاني، عبد الرزاق. ص.ص1- 30.
الرفاعي، حازم.
1990م
Brunnow, R. E., Dei provincial Arabia, vol.2, Strasbourg, 1904, p. 76
Grant, P., The Syrian desert, New York, 1938, p. 224